تسمية 1

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ما الدليل على أن القرآن معجز ؟ - مدخل عقلي





إن سأل سائل ، فقال :
ما الدليل على أن القرآن معجز ؟

قيل له :
الدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ادعى النبوة ، وأتى بالقرآن ، وادعى أنه معجز قد أنباه عز وجل به وجعله دلالة على صحة دعواه ، وبرهانًا على صدقه ، وتحدى به العرب قاطبةً ، وقرعهم بالمعجزة عن الإتيان بمثله ، بل بسورة مثله ، وفيهم الخطباء ، والشعراء والبلغاء ، وهم الغاية في البيان ، وأولوا المعرفة بمواقع الكلام وأجناسه وأساليبه من المنثور والمنظوم ، ولهم العادة المشهورة في التفاخر بالبلاغة والفصاحة ، والمعرفة بطرق المعارضات ، ومزايا المخاطبات مع ما كانوا عليه من الحمية والأنفة والعصبية ، ومع شدة حرصهم على تكذيبه ، وتوهين أمره ، وإبطال دعواه ، حتى بذلوا لذلك ما عز وهان من النفس فما دونها .
وهو صلى الله عليه وسلم يتحداهم ، ويقرعهم بالعجز ، ويدعي أنه حجته وبينته ، ويذم مع ذلك أديانهم ، ويسب آلهتهم التي اتخذوها من دون الله عز وجل ، ويدعوهم إلى طاعته ، والتصرف على أمره ونهيه ، واستمر على ذلك زمان بعد زمان فلم يعارضوه ، وعدلوا إلى الحرب التي هي أشق فقاتلوا حتى قتلوا وقتلوا .
فدل ذلك على أن عدولهم عن معارضة القرآن لم يكن إلا لتعذره عليهم ، إذا لا يجوز على العقلاء إذا حاولوا أمرًا أن يعدلوا لمحاولته من الأسهل إلى الأعضل ، ومن الأيسر إلى الأعسر ، إذا كانوا متمكنين منهما . وإذا ثبت تعذرها عليهم ثبت أنها على غيرهم أشد تعذرًا .

ليست هناك تعليقات :

تسمية 2

تسمية 3

تسمية 4