رد عقلي على المشكك في صحة الأحاديث النبوية والتواريخ والآثار الإسلامية
بسم الله .. والحمد لله ..
هذا السؤال يواجهه كثيرًا من يتصدى لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام ..
فعندما يأتي لهم بأحاديث المعجزات المادية وغيرها من دلائل النبوة يتشكك غير المسلم ويقول :
ما أدراني أن ما تخبرني به صحيح ؟!!
ويسعى في طرح شبهات حول صحة التاريخ الذي كتبه المسلمون وخلوه من التحيز والمبالغات ..
وكان علماؤنا رضوان الله عليهم يردون هذا الطعن بطريقة غاية في الفعالية ..
فقد كان الواحد منهم يتحدى المجادل في أن يأتي بأوثق خبر عنده في تاريخه ثم يثبت أن الرواية التي ينقلها المسلمون أوثق وأقوى ..
وهذا في الواقع سهل جدًا فإنك لن تجد عند أي من أهل الملل هذا النقل الدقيق من راو إلى آخر بمنتهى الدقة والإحكام ..
بل لن تجده أصلاً في رواة التاريخ القديم أو حتى الحديث ..
فأنت عندما تقرأ كتب التاريخ الذي يحترمها غير المسلمين لا تعرف كيف وصلتك المعلومة التاريخية ولا كيف تم توثيقها ..
بل تجدها عادةً مرسلة بلا زمام ولا خطام ..
وهي في الغالب مروية عن شخص معاصر للتاريخ دون توضيح لكيفية وصول المعلومة لهذا المعاصر ومدى صدقها ..
وهل هذا الراوي للتاريخ شخص أمين حقًا وصادق حقًا ودقيق حقًا ، وما الدليل على ذلك ..!
ثم ما الدليل على كون من ينقلون منهم الأحداث صادقين حقًا وضابطين للأحداث غير مخلطين وغير مضطربين ..!
لا يمكنك أن تعرف أبدًا ..!!
لهذه الأسباب ولغيرها كانت ثقتنا في التاريخ المكتوب غير تامة وغير كاملة ..
ولذلك ظهرت أقوال مثل (التاريخ يكتبه المنتصرون) ..
ولذلك ظل باب الطعن في التاريخ مفتوحًا دائمًا ..!
أما في التاريخ الإسلامي ، وخصوصًا في ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تم تجنب هذه المساوئ تمامًا ..
ففي كل حدث وكل خبر وكل رواية تعرف ناقل الخبر المعاصر له ، وتعرف مدى مصداقيته ومستواه من الأمانة والدقة والإحكام ..
وتعرف كذلك من نقل عنه .. ثم من نقل عنه .. هكذا في كل طبقة من طبقات نقل الخبر .. من جيل إلى جيل ..
وهذا لأن علماؤنا علموا أن صدق الخبر مبني ومعتمد على صدق ناقل الخبر ودقته في النقل وضبطه للخبر ..
أو كما كانوا يقولون (صدق الخبر فرع عن صدق المخبِر به) .. رحمهم الله جميعًا وجمعنا بهم في جنته ..
ومن الأدلة على صدق رواة التاريخ الإسلامي عمومًا - والسيرة النبوية خصوصًا - ما كان معروفًا عنهم من التقوى والورع والنفور من الكذب ..
حتى أُثر عن أحدهم قوله : لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت ..!!
وحتى قال آخر : لأن أزني أحب إليّ من أن أدلّس - أي: على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
وأقوالهم وسيرهم وتراجمهم طافحة ببغضهم للكذب والتنفير منه وتحاشيه بكل وسيلة ..
وفي الكتب غنية عن الإطالة في هذه السطور ..
ومن الأدلة كذلك على صدقهم أنهم هم نفسهم الذين نقلوا إلينا ما يتناقض مع "تلميع" السيرة النبوية ..
كحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم وروايات رضاع الكبير وغيرها ..
فلو شاؤوا لـ"لمعوا" السيرة النبوية بحذف هذه الروايات وأمثالها ..
أما صدق معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكفيه أن نقلها كان من ثقاث عن ثقات عن ثقات ..
وقد تواترت بعض أفراد هذه المعجزات كانشقاق القمر وحنين الجذع وتكثير الطعام ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم ..
والتواتر هنا يعني أن يرويها جمع كبير من الناس يستحيل تواطئهم جميعًا على الكذب ..
ثم هناك التواتر المعنوي للمعجزات كأن يروي قوم معجزة ما ، ويروي غيرهم غيرها ، ويروي غيرهم غيرها ..
فيكون صدور المعجزات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرًا متواترًا بين الناس ..
تمامًا كما تواتر العلم بكرم حاتم الطائي وشجاعة عنترة بن شداد ..
فالناس تواتر عندهم العلم بكرم حاتم الطائي لأن أحدهم شهد منه موقف كرم بالغ ..
ثم شهد الناني مثله .. والثالث مثله .. وهكذا حتى تواتر بين الناس كرم حاتم ..
نفس الشيء مع شجاعة عنترة .. فهذا يشهد شجاعته في موقف ما ، وآخر في موقف آخر ، وثالث في موقف ثالث ..
حتى تواترت شجاعة عنترة بين الناس ..
وهذا هو بالضبط المقصود بتواتر صدور المعجزات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فأحد الصحابة يشهد منه معجزة .. وآخر يعاين أخرى .. وثالث يرى ثالثة .. وهكذا ..
حتى تواتر بين الصحابة صدور المعجزات من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم نقلوا هذا التواتر من جيل إلى جيل كما نقلوا التواتر بكرم حاتم وشجاعة عنترة ، بل أقوى وأبلغ ..!
هذا والله تعالى أعلم وأحكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذا السؤال يواجهه كثيرًا من يتصدى لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام ..
فعندما يأتي لهم بأحاديث المعجزات المادية وغيرها من دلائل النبوة يتشكك غير المسلم ويقول :
ما أدراني أن ما تخبرني به صحيح ؟!!
ويسعى في طرح شبهات حول صحة التاريخ الذي كتبه المسلمون وخلوه من التحيز والمبالغات ..
وكان علماؤنا رضوان الله عليهم يردون هذا الطعن بطريقة غاية في الفعالية ..
فقد كان الواحد منهم يتحدى المجادل في أن يأتي بأوثق خبر عنده في تاريخه ثم يثبت أن الرواية التي ينقلها المسلمون أوثق وأقوى ..
وهذا في الواقع سهل جدًا فإنك لن تجد عند أي من أهل الملل هذا النقل الدقيق من راو إلى آخر بمنتهى الدقة والإحكام ..
بل لن تجده أصلاً في رواة التاريخ القديم أو حتى الحديث ..
فأنت عندما تقرأ كتب التاريخ الذي يحترمها غير المسلمين لا تعرف كيف وصلتك المعلومة التاريخية ولا كيف تم توثيقها ..
بل تجدها عادةً مرسلة بلا زمام ولا خطام ..
وهي في الغالب مروية عن شخص معاصر للتاريخ دون توضيح لكيفية وصول المعلومة لهذا المعاصر ومدى صدقها ..
وهل هذا الراوي للتاريخ شخص أمين حقًا وصادق حقًا ودقيق حقًا ، وما الدليل على ذلك ..!
ثم ما الدليل على كون من ينقلون منهم الأحداث صادقين حقًا وضابطين للأحداث غير مخلطين وغير مضطربين ..!
لا يمكنك أن تعرف أبدًا ..!!
لهذه الأسباب ولغيرها كانت ثقتنا في التاريخ المكتوب غير تامة وغير كاملة ..
ولذلك ظهرت أقوال مثل (التاريخ يكتبه المنتصرون) ..
ولذلك ظل باب الطعن في التاريخ مفتوحًا دائمًا ..!
أما في التاريخ الإسلامي ، وخصوصًا في ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تم تجنب هذه المساوئ تمامًا ..
ففي كل حدث وكل خبر وكل رواية تعرف ناقل الخبر المعاصر له ، وتعرف مدى مصداقيته ومستواه من الأمانة والدقة والإحكام ..
وتعرف كذلك من نقل عنه .. ثم من نقل عنه .. هكذا في كل طبقة من طبقات نقل الخبر .. من جيل إلى جيل ..
وهذا لأن علماؤنا علموا أن صدق الخبر مبني ومعتمد على صدق ناقل الخبر ودقته في النقل وضبطه للخبر ..
أو كما كانوا يقولون (صدق الخبر فرع عن صدق المخبِر به) .. رحمهم الله جميعًا وجمعنا بهم في جنته ..
ومن الأدلة على صدق رواة التاريخ الإسلامي عمومًا - والسيرة النبوية خصوصًا - ما كان معروفًا عنهم من التقوى والورع والنفور من الكذب ..
حتى أُثر عن أحدهم قوله : لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت ..!!
وحتى قال آخر : لأن أزني أحب إليّ من أن أدلّس - أي: على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
وأقوالهم وسيرهم وتراجمهم طافحة ببغضهم للكذب والتنفير منه وتحاشيه بكل وسيلة ..
وفي الكتب غنية عن الإطالة في هذه السطور ..
ومن الأدلة كذلك على صدقهم أنهم هم نفسهم الذين نقلوا إلينا ما يتناقض مع "تلميع" السيرة النبوية ..
كحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم وروايات رضاع الكبير وغيرها ..
فلو شاؤوا لـ"لمعوا" السيرة النبوية بحذف هذه الروايات وأمثالها ..
أما صدق معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكفيه أن نقلها كان من ثقاث عن ثقات عن ثقات ..
وقد تواترت بعض أفراد هذه المعجزات كانشقاق القمر وحنين الجذع وتكثير الطعام ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم ..
والتواتر هنا يعني أن يرويها جمع كبير من الناس يستحيل تواطئهم جميعًا على الكذب ..
ثم هناك التواتر المعنوي للمعجزات كأن يروي قوم معجزة ما ، ويروي غيرهم غيرها ، ويروي غيرهم غيرها ..
فيكون صدور المعجزات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرًا متواترًا بين الناس ..
تمامًا كما تواتر العلم بكرم حاتم الطائي وشجاعة عنترة بن شداد ..
فالناس تواتر عندهم العلم بكرم حاتم الطائي لأن أحدهم شهد منه موقف كرم بالغ ..
ثم شهد الناني مثله .. والثالث مثله .. وهكذا حتى تواتر بين الناس كرم حاتم ..
نفس الشيء مع شجاعة عنترة .. فهذا يشهد شجاعته في موقف ما ، وآخر في موقف آخر ، وثالث في موقف ثالث ..
حتى تواترت شجاعة عنترة بين الناس ..
وهذا هو بالضبط المقصود بتواتر صدور المعجزات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فأحد الصحابة يشهد منه معجزة .. وآخر يعاين أخرى .. وثالث يرى ثالثة .. وهكذا ..
حتى تواتر بين الصحابة صدور المعجزات من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم نقلوا هذا التواتر من جيل إلى جيل كما نقلوا التواتر بكرم حاتم وشجاعة عنترة ، بل أقوى وأبلغ ..!
هذا والله تعالى أعلم وأحكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رائع ....بارك الله فيك .
ردحذفجزاك الله خير ... أوجزت فبلغت 👍
ردحذفجزاك الله خير ... أوجزت فبلغت 👍
ردحذفجزاك الله خير و ما ذكرت هو أوثق و أفضل ما يُرد به على هؤلاء .
ردحذف