رؤوس أقلام في الدلالة على وجود الله بين الفطرة والبراهين العقلية
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ،
كلمني بعض الإخوة الأحبة في مسألة الفطرة وموقع البراهين العقلية من الدلالة على وجود الله عز وجل ، فأحببت أن أكتب رؤوس أقلام في هذه القضية حتى ييسر الله أن تكون هناك فرصة لكتابتها وصياغتها في صورة أكثر تفصيلاً ..
أهم دليل على الإطلاق في إثبات وجود الله تعالى هو دليل الفطرة ، وهو الأهم وهو الأساس ، وخلاصته أن الإنسان بفطرته المحضة يشعر أنه مخلوق مفتقر وأن له خالقًا عظيمًا يحوز صفات الجلال والكمال .. وقد تكلم العلماء الربانيون في هذه القضية وأنها لا تحتاج إلى برهان لأنها واقعة في النفس الإنسانية بوضوح وجلاء ، بل إن علماء النفس والاجتماع يقرون بهذه الحقيقة الفطرية المغروسة وللملاحدة منهم جهود كبيرة جدًا في محاولة البحث عن سبب مادي لهذه الحقيقة ، من فرويد لكونت لدوركايم لبرجسون حتى دين هامر عالم الجينات الذي زعم وجود جين في الشريط الوراثي مسؤول عن هذه الحقيقة الفطرية !!
إذن ما هو موقع البراهين العقلية من قضية إثبات وجود الله ؟
الحقيقة أن البراهين العقلية تقع في المرتبة الثانية بعد الفطرة ، وسبب الاحتياج إليها هو وقوع فساد للفطرة أو تشوشها مما يستدعي الحاجة إلى نوعية أخرى من الأدلة ، وقد وقع المتكلمون في العقائد في أخطاء كبيرة عندما زعموا أنه لا دليل على وجود الله إلا البرهان العقلي حصريًا ، بل ربما حصروه في دليل واحد ، ثم أوردوا على هذا الدليل من الإيرادات والإشكالات ما يضعفه وينزل بمرتبته في تأسيس اليقين .
لهذا نحن عندما نسوق الأدلة العقلية على وجود الله ، فنحن لا نفعل ذلك اعتقادًا منّا بأنها المسلك الأفضل - فضلاً عن أن يكون الوحيد - بل لأنه يناسب نوعية معينة من الناس ، ومن أمثلة هذه النوعية : الشاب الذي يأتيه الملاحدة بإشكالات واعتراضات على مسألة وجود الله ، وهو ينكر كلامهم بقلبه وفطرته ، لكنه لا يستطيع الإجابة عن اعتراضاتهم بالعقل ، وتزداد المسألة سوءًا عندما يُعيّره الملاحدة بأنه مؤمن إيمانًا قلبيًا أعمى دون سند أو برهان من العقل ، فيحتاج لمن يسرد له البراهين العقلية على وجود الله وكيف يرد العقل على كل الإشكالات والاعتراضات في هذه المسألة حتى يثبت قلبه على الإيمان ويكون على بصيرة ..
كذلك يكون من المناسب إبراز دلالة العقل والبراهين العقلية على وجود الله عند مراغمة الملحدين ومناظرتهم وإفحامهم بالمنطق والمعقول ودلالات العقول ، والرد على شبهاتهم وإيراداتهم بما لا يستطيعون الصمود أمامه أو مجاراته .. فهذا مجال نحتاج فيه إلى إتقان البراهين العقلية وسبلها ومسالكها ..
أما المسلك الأسوأ فهو إنكار دلالة الفطرة والاقتصار على الدليل العقلي والزعم بأنه وحده لا شريك له ! وكذلك ما يقع فيه بعض أهل العلم من إنكار الحاجة للدليل العقلي والاقتصار على الفطرة فقط رغم أن لكل مقام مقال ..
والله أعلم .
أما بعد ،
كلمني بعض الإخوة الأحبة في مسألة الفطرة وموقع البراهين العقلية من الدلالة على وجود الله عز وجل ، فأحببت أن أكتب رؤوس أقلام في هذه القضية حتى ييسر الله أن تكون هناك فرصة لكتابتها وصياغتها في صورة أكثر تفصيلاً ..
أهم دليل على الإطلاق في إثبات وجود الله تعالى هو دليل الفطرة ، وهو الأهم وهو الأساس ، وخلاصته أن الإنسان بفطرته المحضة يشعر أنه مخلوق مفتقر وأن له خالقًا عظيمًا يحوز صفات الجلال والكمال .. وقد تكلم العلماء الربانيون في هذه القضية وأنها لا تحتاج إلى برهان لأنها واقعة في النفس الإنسانية بوضوح وجلاء ، بل إن علماء النفس والاجتماع يقرون بهذه الحقيقة الفطرية المغروسة وللملاحدة منهم جهود كبيرة جدًا في محاولة البحث عن سبب مادي لهذه الحقيقة ، من فرويد لكونت لدوركايم لبرجسون حتى دين هامر عالم الجينات الذي زعم وجود جين في الشريط الوراثي مسؤول عن هذه الحقيقة الفطرية !!
إذن ما هو موقع البراهين العقلية من قضية إثبات وجود الله ؟
الحقيقة أن البراهين العقلية تقع في المرتبة الثانية بعد الفطرة ، وسبب الاحتياج إليها هو وقوع فساد للفطرة أو تشوشها مما يستدعي الحاجة إلى نوعية أخرى من الأدلة ، وقد وقع المتكلمون في العقائد في أخطاء كبيرة عندما زعموا أنه لا دليل على وجود الله إلا البرهان العقلي حصريًا ، بل ربما حصروه في دليل واحد ، ثم أوردوا على هذا الدليل من الإيرادات والإشكالات ما يضعفه وينزل بمرتبته في تأسيس اليقين .
لهذا نحن عندما نسوق الأدلة العقلية على وجود الله ، فنحن لا نفعل ذلك اعتقادًا منّا بأنها المسلك الأفضل - فضلاً عن أن يكون الوحيد - بل لأنه يناسب نوعية معينة من الناس ، ومن أمثلة هذه النوعية : الشاب الذي يأتيه الملاحدة بإشكالات واعتراضات على مسألة وجود الله ، وهو ينكر كلامهم بقلبه وفطرته ، لكنه لا يستطيع الإجابة عن اعتراضاتهم بالعقل ، وتزداد المسألة سوءًا عندما يُعيّره الملاحدة بأنه مؤمن إيمانًا قلبيًا أعمى دون سند أو برهان من العقل ، فيحتاج لمن يسرد له البراهين العقلية على وجود الله وكيف يرد العقل على كل الإشكالات والاعتراضات في هذه المسألة حتى يثبت قلبه على الإيمان ويكون على بصيرة ..
كذلك يكون من المناسب إبراز دلالة العقل والبراهين العقلية على وجود الله عند مراغمة الملحدين ومناظرتهم وإفحامهم بالمنطق والمعقول ودلالات العقول ، والرد على شبهاتهم وإيراداتهم بما لا يستطيعون الصمود أمامه أو مجاراته .. فهذا مجال نحتاج فيه إلى إتقان البراهين العقلية وسبلها ومسالكها ..
أما المسلك الأسوأ فهو إنكار دلالة الفطرة والاقتصار على الدليل العقلي والزعم بأنه وحده لا شريك له ! وكذلك ما يقع فيه بعض أهل العلم من إنكار الحاجة للدليل العقلي والاقتصار على الفطرة فقط رغم أن لكل مقام مقال ..
والله أعلم .
ليست هناك تعليقات :