الخلط بين التبرج والالتزام في مجتمعات المسلمين
الخلط بين التبرج والالتزام في مجتمعات المسلمين
هناك طائفةٌ من الناس - غالبةٌ على المسلمين - راج بينهما خلطٌ عجيب بين التبرج والالتزام ..
فهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..
فنفوسهم تنزع نزعة إسلامية لكنهم في قرارة أنفسهم لا يؤمنون بالمعايير التي أتى بها الإسلام للأخلاق والتهذب ..
وهم في حقيقة الأمر يريدون أن يحلوا نساءهم بحلى العفة والحياء ويحبون أن يطهروا بيوتهم من الأدناس الخلقية ..
لكنهم في نفس الوقت يدفعون بأزواجهم وبناتهم وأخواتهم إلى طريق الحضارة الغربية بما فيها من موضة وأزياء وعادات وسلوكيات ..
وقد ظنوا غلطًا أنهم بهذا يجمعون محاسن هذا وذاك ، وأنهم سيجنون منافع هذا وبركات ذاك ..!
فتبقى الأخلاق الإسلامية في بيوتهم محفوظة موفورة ، ويظل نظامهم العائلي مجموعُا محكومًا ..
ثم يجمع نظامهم الاجتماعي محاسن الانفتاح وسعة الأفق وخبرة الحياة التي لا تنمو إلا بالاحتكاك المستمر والتعايش مع الجنس الآخر على المنوال الغربي ..
لكن الحق إنه لا يصح تلقيح فرعين من حضارتين مختلفتين متناقضتين في المقاصد والغايات ..
وهذه المزاوجة المتكلفة لا تكون نتيجتها إلا جمع مضارهما جميعًا لا منافعهما ..!
فهذا الشغف بالأزياء العارية والتفاني في الزينة والتبرج وتعود الجرأة في المجالس المشتركة والإقبال المتزايد على الصور العارية والقصص الغرامية الفاضحة وتعليم البنات على الطراز الغربي ..
كل هذه المظاهر تتجاوز حدود التعاليم الإسلامية ومضارها إن لم تكن عاجلة في هذا الجيل فهي آتية لا ريب فيها في الجيل الذي يليه والذي يليه ..
فهل يظن هؤلاء المتساهلون أن الأجيال القادمة ستسلم من أضرار هذه الأمور ..؟!
ومن المعلوم أن كل انحراف تكون بدايته صغيرة طفيفة ، ثم تكبر شيئًا فشيئًا ..
وقديما قالوا : معظم النار من مستصغر الشرر ..!
لهذا ينبغي أن يقف القوم مع أنفسهم وقفة جادة حاسمة :
هل هم مستعدون لقبول النتائج الإباحية التي وقعت في المجتمع الغربي ..؟
هل هم يرضون أن يروا في مجتمعهم مثل هذه البيئة المهيجة للشهوات ..؟
وأن يروج في أمتهم ما راج في الغرب من فقد الحياء وزوال العفة وغلبة الفواحش ..؟
وأن يتبدد نظام العائلة ، ويعم الطلاق والتفريق ، ويتربى الشباب والبنات على قضاء الشهوات أحرارًا من كل قيد ..؟
وأن يقطع النسل بتدابير منع الحمل والإجهاض وقتل الأولاد ..؟
إن كانوا يقبلون بكل هذا العواقب الوخيمة فينبغي عليهم عندها أن يقطعوا صلتهم بالإسلام حتى لا يكون لهم أن يخدعوا أحدًا باسمه فلا تكون فضيحتهم وسوء عملهم سببًا في تشويه سمعة الإسلام والمسلمين ..
أما إن كان غير راضين عن هذا المآل ، ويرغبون في نظام صالح طاهر للمجتمع تنمو فيه الفضائل ويجد الإنسان فيه بيئة هادئة ساكنة لارتقائه العقلي والروحي والمادي دون تشتت ، ويتمكن فيه الرجال والنساء من القيام بأدوارهم في خدمة المجتمع بعيدًا عن خلجات الشهوة البهيمية ، وتحفظ فيه الأجيال دون قتل أو إجهاض ، ولا تقوم فيه فتنة اختلاط الأنساب ، وتكون فيه الحياة الأسرية بحبوحة الدعة والراحة والهناء ومثوى آمنًا لتربية الأولاد ، إن كانوا يرغبون في هذا فلا يولوا وجوههم شطر الغرب ، بل عليهم سلوك صراط الإسلام وحده ..
على أنهم قبل أن يقصدوا هذا السبيل فيجب عليهم أن ينزعوا عن نفوسهم كل ما علق بها من حب المنافع المادية واللذات الحسية ، وأن ينفوا عن أذهانهم تلك النظريات والمذاهب التي اقتبسوها من الغرب ، وأن يهجروا جميع المباديء والآراء المأخوذة من المدنية الغربية ..
ذلك أن الإسلام له مباديء ومقاصد خاصة ، وله نظريات إجتماعية مستقلة ..
ثم إنه قد اصطنع لنفسه نظامًا اجتماعيًا حسب ما تقتضيه طبيعة مقاصده ومبادئه ونظرته إلى المجتمع ..
ثم إنه يحافظ على هذا النظام الإجتماعي بضوابط معلومة و طرق تأديبية مخصوصة ..
وكلها مقررة بحكمة بالغة ومراعاة فائقة للخصائص البشرية من لدن حكيم خبير ..
وهذا النظام قد ثبت لقرون متطاولة دون أن تكون له مثل تلك النتائج الوخيمة للمجتمع الغربي ..
ولم يقع أنه أورث أمة من الأمم أي من المفاسد والشنائع التي يجلبها النظام الغربي ..
لأجل هذا إن كان القوم يريدون الانتفاع بهذا النظام المحكم المجرب ، فلابد أن يأخذوا أنفسهم باتباعه والخضوع لأحكامه ..
ثم ليس لهم بعد ذلك أن يدسوا فيه ما ليس فيه من أفكار فجة ومقترحات سخيفة تخالف مزاج هذا النظام وطبيعته ..
والله أعلم .
فهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..
فنفوسهم تنزع نزعة إسلامية لكنهم في قرارة أنفسهم لا يؤمنون بالمعايير التي أتى بها الإسلام للأخلاق والتهذب ..
وهم في حقيقة الأمر يريدون أن يحلوا نساءهم بحلى العفة والحياء ويحبون أن يطهروا بيوتهم من الأدناس الخلقية ..
لكنهم في نفس الوقت يدفعون بأزواجهم وبناتهم وأخواتهم إلى طريق الحضارة الغربية بما فيها من موضة وأزياء وعادات وسلوكيات ..
وقد ظنوا غلطًا أنهم بهذا يجمعون محاسن هذا وذاك ، وأنهم سيجنون منافع هذا وبركات ذاك ..!
فتبقى الأخلاق الإسلامية في بيوتهم محفوظة موفورة ، ويظل نظامهم العائلي مجموعُا محكومًا ..
ثم يجمع نظامهم الاجتماعي محاسن الانفتاح وسعة الأفق وخبرة الحياة التي لا تنمو إلا بالاحتكاك المستمر والتعايش مع الجنس الآخر على المنوال الغربي ..
لكن الحق إنه لا يصح تلقيح فرعين من حضارتين مختلفتين متناقضتين في المقاصد والغايات ..
وهذه المزاوجة المتكلفة لا تكون نتيجتها إلا جمع مضارهما جميعًا لا منافعهما ..!
فهذا الشغف بالأزياء العارية والتفاني في الزينة والتبرج وتعود الجرأة في المجالس المشتركة والإقبال المتزايد على الصور العارية والقصص الغرامية الفاضحة وتعليم البنات على الطراز الغربي ..
كل هذه المظاهر تتجاوز حدود التعاليم الإسلامية ومضارها إن لم تكن عاجلة في هذا الجيل فهي آتية لا ريب فيها في الجيل الذي يليه والذي يليه ..
فهل يظن هؤلاء المتساهلون أن الأجيال القادمة ستسلم من أضرار هذه الأمور ..؟!
ومن المعلوم أن كل انحراف تكون بدايته صغيرة طفيفة ، ثم تكبر شيئًا فشيئًا ..
وقديما قالوا : معظم النار من مستصغر الشرر ..!
لهذا ينبغي أن يقف القوم مع أنفسهم وقفة جادة حاسمة :
هل هم مستعدون لقبول النتائج الإباحية التي وقعت في المجتمع الغربي ..؟
هل هم يرضون أن يروا في مجتمعهم مثل هذه البيئة المهيجة للشهوات ..؟
وأن يروج في أمتهم ما راج في الغرب من فقد الحياء وزوال العفة وغلبة الفواحش ..؟
وأن يتبدد نظام العائلة ، ويعم الطلاق والتفريق ، ويتربى الشباب والبنات على قضاء الشهوات أحرارًا من كل قيد ..؟
وأن يقطع النسل بتدابير منع الحمل والإجهاض وقتل الأولاد ..؟
إن كانوا يقبلون بكل هذا العواقب الوخيمة فينبغي عليهم عندها أن يقطعوا صلتهم بالإسلام حتى لا يكون لهم أن يخدعوا أحدًا باسمه فلا تكون فضيحتهم وسوء عملهم سببًا في تشويه سمعة الإسلام والمسلمين ..
أما إن كان غير راضين عن هذا المآل ، ويرغبون في نظام صالح طاهر للمجتمع تنمو فيه الفضائل ويجد الإنسان فيه بيئة هادئة ساكنة لارتقائه العقلي والروحي والمادي دون تشتت ، ويتمكن فيه الرجال والنساء من القيام بأدوارهم في خدمة المجتمع بعيدًا عن خلجات الشهوة البهيمية ، وتحفظ فيه الأجيال دون قتل أو إجهاض ، ولا تقوم فيه فتنة اختلاط الأنساب ، وتكون فيه الحياة الأسرية بحبوحة الدعة والراحة والهناء ومثوى آمنًا لتربية الأولاد ، إن كانوا يرغبون في هذا فلا يولوا وجوههم شطر الغرب ، بل عليهم سلوك صراط الإسلام وحده ..
على أنهم قبل أن يقصدوا هذا السبيل فيجب عليهم أن ينزعوا عن نفوسهم كل ما علق بها من حب المنافع المادية واللذات الحسية ، وأن ينفوا عن أذهانهم تلك النظريات والمذاهب التي اقتبسوها من الغرب ، وأن يهجروا جميع المباديء والآراء المأخوذة من المدنية الغربية ..
ذلك أن الإسلام له مباديء ومقاصد خاصة ، وله نظريات إجتماعية مستقلة ..
ثم إنه قد اصطنع لنفسه نظامًا اجتماعيًا حسب ما تقتضيه طبيعة مقاصده ومبادئه ونظرته إلى المجتمع ..
ثم إنه يحافظ على هذا النظام الإجتماعي بضوابط معلومة و طرق تأديبية مخصوصة ..
وكلها مقررة بحكمة بالغة ومراعاة فائقة للخصائص البشرية من لدن حكيم خبير ..
وهذا النظام قد ثبت لقرون متطاولة دون أن تكون له مثل تلك النتائج الوخيمة للمجتمع الغربي ..
ولم يقع أنه أورث أمة من الأمم أي من المفاسد والشنائع التي يجلبها النظام الغربي ..
لأجل هذا إن كان القوم يريدون الانتفاع بهذا النظام المحكم المجرب ، فلابد أن يأخذوا أنفسهم باتباعه والخضوع لأحكامه ..
ثم ليس لهم بعد ذلك أن يدسوا فيه ما ليس فيه من أفكار فجة ومقترحات سخيفة تخالف مزاج هذا النظام وطبيعته ..
والله أعلم .
ليست هناك تعليقات :